ماذا بعد البوظة الروسية ..أيها (الطيب)؟! ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف

ماذا بعد البوظة الروسية ..أيها (الطيب)؟! ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف
ماذا بعد البوظة الروسية ..أيها (الطيب)؟! ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف أردوغان وبوتين

ربما لم يكن أحد يتوقع أن يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتلذذ بأكل البوظة الروسية في معرض “ماكس 2019” الجوي الذي أقيم في مدينة جوكوفسكي بضواحي موسكو المخصص لعرض أحدث الأسلحة الروسية المنتجة حديثاً.

قد يكون الأمر عاديا مع أي رئيس آخر غير الرئيس أردوغان الذي انتقل من خانة أعداء روسيا إلى أفضل أصدقائها وها هو يستمتع بأكل البوظة الروسية إلى جانب الرئيس بوتين.

ربما كانت الصور مفرحة لفريق واحد وهو فريق الرئيس بوتين ومن يتحالف معه سواء في دمشق أو طهران أو حتى بكين! لكن المشهد كان مؤلماً لبعض الفرقاء الآخرين في العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة ومن يسير في ركبها حيث كان العالم يراقب عبر الشاشات كيف استطاع الرئيس بوتين تحويل الرئيس التركي أردوغان من عدو إلى صديق يشاركه البوظة ويطلب منه أن يشتري أحدث الأسلحة الروسية بما فيها السو 57 والسو 35 المنافستان لطائرة الشبح الأمريكية اف 35 !

الفريق الثاني: الذي كان مصدوماً ومذهولاً من تلذذ وإعجاب ( الطيب أردوغان ) – كما يحلو لأنصاره تسميته – بالبوظة الروسية كانت المجموعات المتطرفة في سورية وعلى رأسها أبو محمد الجولاني قائد ما يسمى هيئة تحرير الشام ( النصرة سابقا) ومن يقف خلفه كالإرهابي السعودي عبد الله المحيسني وعبدالله التركستاني وغيرهم من المتطرفين الذي قطنوا ادلب وجاؤوا إليها من جميع أنحاء العالم بدعم وتسهيل من الرئيس (الطيب أردوغان)! 

والفريق الثالث: كان جماعة المعارضة السورية وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين التي تقوم بدعم الجماعات المتطرفة في سورية تحت مسميات وطنية كالجيش الحر والجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير .. الخ وهؤلاء هم من أحرقوا صور أردوغان على معبر باب الهوى مع لواء اسكندرون ، ما يؤكد أن وضع اللاجئين في سورية سيزداد سوءاَ ، وكم كان مهيناً لهؤلاء عندما اتهموا أردوغان والجيش التركي بالخيانة ليرد عليهم الأتراك أنتم الخونة نحن لم نخن بلادنا !

والفريق الرابع: هو ما يسمى الائتلاف الوطني أو الهيئة العليا التي أصبحت تسمى الآن (أيتام سلمان وأردوغان ) وها هو الثاني يتخلى عنهم كما تخلى عنها الأول!

أما في الداخل التركي فيرى البعض أن حزب العدالة والتنمية بدأ بالانهيار بعد خسارته الانتخابات البلدية في كل من أنقرة وإسطنبول وأزمير .. الخ ، ليتبع ذلك انشقاقات كبيرة في الحزب وتهجم على أردوغان شخصيا وتهديده بفضح ملف الإرهاب كما فعل رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو واستقالة خمسة جنرالات بينهم مسؤولون عن نقاط المراقبة في ادلب !

شخصيا عندما شاهدت الرئيس رجب طيب أردوغان يأكل البوظة الروسية في موسكو أيقنت أن الرجل انتهى سياسيا ليس في داخل تركيا فقط وإنما في (العالم الإسلامي) إذا جاز التعبير، فالرجل الذي كان يرعد ويزبد في بداية ما يسمى (الربيع العربي) ويعتقد أنه قادر على إسقاط عروش وتسيير الجماهير العربية في الشوارع اصطدم بالصخرة السورية ليس لأن الشعب السوري مختلف عن غيره من الشعوب العربية وإنما لأن علاقات سورية مع هذا المحور تختلف عن علاقات الدول العربية الأخرى فعلاقة سورية مع دول هذا المحور هي علاقة عضوية حتى أن الرئيس بشار الأسد وصف يوماً مكانة سورية في الصراع العالمي بين المحورين بأنها  كخط الصدع العالمي الذي يقسم العالم إلى قسمين أي المحور الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة وخلفها أوروبا وإسرائيل ودول الخليج ، والمحور الشرقي الذي تتزعمه روسيا والصين وإيران وكل من يرفض الهيمنة الأمريكية على شعوب العالم .

والسؤال الأخير: أين سيأكل أردوغان البوظة ومع من؟!!

غسان رمضان يوسف – خبير في الشؤون التركية – رئيس تحرير موقع أصدقاء سورية – (Syriafriends.net)