هروب الأطفال من حل الواجبات المدرسية

ينظر الكثير من الأطفال إلى المدرسة على أنها بيئة من العمل المتعب، نظراً لأنها تؤرقهم في الكثير من الأعمال والواجبات، إضافة إلى كونها بيئة نظامية صارمة تقيد حريتهم في اللعب والتحرك وفقاً لأهوائهم ولما اعتادوا عليه في البيت، حيث تصطدم رغباتهم بالكثير من التعليمات والممنوعات التي فرضها عليهم النظام المدرسي والصفي، لذلك كان البيت بالنسبة لهم هو الملجأ والملاذ للتخلص من البيئة الصارمة والنظام الصفي، وهو المكان الذي يتصرفون به وفقاً لاحتياجاتهم ورغباتهم، بعيداً عن سلطة المعلم والمدير.

إلا أن سلطة المدرسة وواجباتها لا تنتهي بمجرد انتهاء الدوام المدرسي، بل تقتحم الواجبات البيتية التي يعطيها المعلمون للأطفال الأجواء الأسرية عليهم، وتسرق منهم الكثير من الوقت الذي يعتبرونه خاصاً بالمتعة واللهو، الأمر الذي لا يروق لهم ذلك، ويعتبرونه امتداداً للنظام المدرسي الصارم الذي يتعارض مع راحتهم وميولهم واحتياجاتهم.

وبالرغم من الجهد الذي يبذله الوالدين مع أطفالهم من أجل حل الواجبات المدرسية في محاولة لأن يبدأ ابنهم بداية جيدة في عام دراسي جديد، إلا أن الأبناء يحاولون الهرب من هذه الواجبات بشتى الطرق والوسائل، من بينها حيل دفاعية كثيرة يستخدمها الطفل كالتمارض، والإبطاء، ولفت الإنتباه إلى أمور جانبية، والتحايل.

فقد يحدث جدال كبير بين الابن ووالديه من أجل تأديةواجباته المدرسية . وقد يقوم الطفل بالمجادلة لمدة ساعتين من أجل القيام بواجباته،أو يتفنن في ضياع الوقت بأن يبري القلم مرة كل كلمتين أو يشطب الجملة ويعيد كتابتهامرة أخرى، أو أن يذهب إلى دورة المياه كل ربع ساعة أو أن يخلق الأعذار بأن يطلبالأكل أكثر من مرة ….. كل هذه محاولات لتضييع الوقت، ثم يبكي الطفل وذلك لأن الوقتضاع وأنه تعب من الكتابة .

وبإختصار يفعل كل شيء لكي يهرب من الواجبات المدرسية . هذا النوع من الأطفال تجدهم أيضاً في المدرسة لا يكملون كتابة الدرس ويفضلون أنتكتب لهم أمهاتهم واجباتهم رغم أن الاغلبية منهم أذكياء .

فالوالدين عندما يرون ابنهم مقصر في حل واجباته فإنهم فيعتقدون أنه مهمل رغم توفر كل وسائل الراحة له . إلا أنعدم الاهتمام به يعطيه عدم الثقة بنفسه .

فينعزل عن أصدقائه أو يغرق في قراءة الكتبأو مشاهدة التليفزيون ويصبح حساساً جداً من مشاكله الصحية ويمكن أن ينقلب إلى طفلمشاغب في المدرسة.

ولو اطلعنا على الأسباب التي تمنع الأطفال من حل واجباتهم أو التقاعس عنها لوجدناها كثيرة وأهمها:

– كثرة الواجبات البيتية التي يكلف بها الأطفال والتي تفوق قدرتهم على الإحتمال

– عدم وجود مكافأة مادية أو معنوية ناجمة عن إنجاز الطفل لهذه الواجبات

– تكون هذه الواجبات خالية من المتعة ولا تثير في الطفل التحدي والدافعية

– عدم إتاحة المجال للأطفال في المدرسة بالتعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم

– اعتماد النظام المدرسي على التعليم التلقيني الذي يخلو من الممارسة العملية والذي يتغيب فيه دور الطفل في العملية التعليمية

– أخذ الواجبات المدرسية نصيب الطفل من اللعب واللهو والمتعة التي يقضيها مع أسرته وأصدقائه

– اقتران الواجبات المدرسية بنوع من عقاب الطفل الذي يتبعه المعلم أحياناً

– شعور الطفل بأن هذه الواجبات دون جدوى وبلا فائدة.

ومن أجل التغلب على هذه الظاهرة يمكن للأسرة والمعلم اتباع مجموعة من التعليمات، علماً أن ما يحتاجه الطفل في هذه الحالات ليس مجرد المساعدة في حل الواجب وإنما المساعدة النفسية والإنفعالية أيضاً، وهذه التعليمات كما يلي:

– اتاحة جو من الحرية في المدرسة والصف، بحيث يشعر الطفل بالتغيير، وببيئة تعليمية مشجعة تهتم باحتياجاته وميوله.

– عدم الإثقال على الطفل بالكثير من الواجبات البيتية التي تحرمه من الاستمتاع بوقته مع الأسرة

– حل جزء من هذه الواجبات في إطار المدرسة

– بث الثقة في نفس الطفل وإشعاره بأنه شخص قادر على حل مثل هذه الواجبات

– إعطاء معززات أو درجات لمن يحل الواجبات البيتية، وعدم اعتبارها لإضاعة الوقت، بحيث تكون المعززات من قبل المعلم والأسرة أيضاً.

– التضامن النفسي والانفعالي مع الطفل أثناء حل الواجب، وإشعاره بأن الأسرة معه في محنته.

– إعطاء الواجبات قيمة حقيقية بتركيزها على أمور تثير دافعية الطفل وحماسة للوصول إلى الحل، وليس مجرد تكرار لما تم عرضه من قبل المعلم في الصف.

– عدم استخدام الواجبات البيتية كنوع من أنواع العقاب الموجه للطفل والانتقام منه

– مساعدة الأسرة لطفلها في حل هذه الواجبات عن طريق شرح بعض المفاهيم

– إبعاد الطفل عن المثيرات الخارجية كالتلفاز والألعاب .. وقت انشغاله بحل الواجبات البيتية

– تخصيص وقت معين للطفل لحل الواجبات، وعدم السماح له بممارسة الأنشطة الأخرى إلا بعد التأكد من حل هذه الواجبات..