حكاية الفتى و النمر:

كان هناك فتى اسمه جمال درجاته جيدا ، و كان والداه غاضبين و عاقباه بأنه لن يخرج معهم في اليوم التالي إلى حديقة الحيوان و السيرك ، لانه سيجلس بالمنزل يستذكر دروسه ، خرجت العائلة و بقى الفتى في المنزل يذاكر دروسه و لكنه مل بسرعة و قرر أن يخرج من المنزل و الا يطيع أهله و ذهب إلى حديقة الحيوان و السيرك ، في السيرك كانت عائلة الفتى تشاهد الحيوانات و كان هناك ولدا مشاغب اسمه محب يقوم بإفتعال المشاكل ، شاهدته والده جمال و قالت في نفسها أنها سعيده أن جمال لا يتصرف هكذا ..

تجول جمال بين الحيوانات حين وجد خيمة كبيرة موجود بها قفص حديدي بداخله نمر أسود كبير و أثناء وجود جمال بالخيمة شعر بأحدا ما قادم فأختبئ و حينها دخل محب إلى الخيمة ليطعم النمر ، فجأة دخل حارس النمر و صرخ في محب حتى يبتعد عن النمر و حين إقترب الحارس من محب تعثر و سقط و أثناء سقوطه فتح باب القفص دون أن يقصد و هرب النمر من القفص و جرى الحارس و محب …

هرب النمر و أثار الفزع في الحديقة و السيرك و جرى الناس خوفا منه ، و تمكن الحارس من الإمساك بالنمر بعد أن أحدث النمر الكثير من الفوضى ، وقتها قال الحارس أن من أطلق صراح النمر هو محب و الذي قرر القاضي أن يرسله إلى مدرسة عسكرية داخلية بعيدا عن أهله و عن المدينة ..

على الجانب الاخر هرب جمال الذي رأي كل شئ إلى منزله قبل عودة أسرته و حين عادت الأسرة أخبرت جمال ما حدث و أخبروه بأن محب سيذهب بعيدا عقابا له عما قام به من فتح القفص للنمر ، لم يتمكن جمال من الحديث و إخبار أهله ما حدث ولكنه كان يشعر بالسوء الشديد لأنه لا يستطيع أن يقول أنه رأي ما حدث ، لأن ذلك يعني أنه لم يطع والده و لم يبق بالمنزل ، شعرت أخت جمال بأن هناك أمرا ما فذهبت تتحدث معه في غرفته فأعترف جمال بكل شئ ، أخبرته أخته أنه يجب ان يقول ما حدث و ما رآه لوالده حتى لا يعاقب محب ، لكنه شعر بالخوف و لم يرد أن يتحدث ..

فكر جمال أنه إن أخبر والده الحقيقة سيعاقب مثل عقاب محب فقرر ألا يقول شئ و يترك محب لينال عقابا على شئ لم يرتكبه ، حين رأي جمال والدة محب تبكي على طفلها لم يجد جمال حلا إلا أن يعترف بما حدث للجميع ، وحكى جمال كل ما حدث و أن الحارس هو من فتح القفص و ليس محب ، حينها إعترف الحارس بما حدث و تقرر ترك الفتى المشاغب محب و أن يتم القبض على الحارس الكاذب ..

شكر محب جمال على شهادته ، و لكن والد جمال حزن كثيرا مما حدث حين خالف جمال أوامره و خرج من المنزل ، و لكن أخت جمال أخبرت والدها أن جمال كان شجاعا واعترف بما حدث رغم علمه أن ما فعله خطأ وسيعاقب عليه ، فأخبره والده أنه أحسن العمل و أنه فخور به لأنه أخبره بالحقيقة و كذالك عاقبه على خروجه من المنزل دون إستئذان ..

الحكمة ” اننا يجب أن نشهد شهادة الحق و نقول الحقيقة حتى و إن كان هذا يعني أننا سنتعرض للعقاب ، فالصدق دائما أفضل من الكذب ”