قصة الخاتم العجيب

في يوم من الأيام كان هناك فلاحاً بسيطاً، يعيش حالة من الفقر والجوع، ولا يستطيع أن يتحمل نفقات عائلته ولا يقوى على تحمل أعباء الحياة.

وفي الصباح خرج الفلاح كعادته إلى مزرعته الصغيرة، يتجول بها وكل ما يدور في ذهنه كيف يستطيع أن يحصل على المزيد من المال، ليكفي حاجته وحاجة أسرته.

كان كل ما يشغل باله أن يحصل على مصدر جديد للمال، حتى يتمكن من توفير حياة أفضل لعائلته.

وفي أثناء تجول الفلاح في المزرعة، إذا بامرأة عجوز تظهر أمامه وتعترض طريقه، فسألها ماذا تُريد منه، قالت له أن هناك شجرة في منتصف المزرعة إذا قام بقطعها، سينال العديد من الأموال وتتحقق له أمنياته، وستنتهي جميع مشكلاته.

وبعدما انصرفت السيدة العجوز، بدأ الفلاح يُفكر في ما قالته، ورغب في أن يحاول البحث عن الشجرة ويُنفذ كل ما قالته المرأة حتى يتحقق له ما يُريد.

الفلاح والشجرة

بعد بحث طويل تمكن الفلاح من العثور على الشجرة، وبالفعل أحضر فأس وبدأ يحطم الشجرة، وبعد جهد وتعب تمكن من كسرها بالفعل.

وبمجرد ما انكسرت الشجرة سقط منها عُش يحمل الكثير من البيض، حاول الفلاح أن يُنقذ هذا البيض إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب سقوط البيض على حجر كبير، مما أدى لتكسره بالكامل.

الفلاح يحصل على الخاتم العجيب

عندما اقترب الفلاح من البيض وجد بداخله صقر صغير يشكره على ما فعله، ثم منحه خاتم وقال له هذا الخاتم العجيب سيُحقق لك أمنية واحدة.

كما نصحه بضرورة التدبر في اختيار الأمنية التي يرغب بها، لأن الفرصة تأتي مرة واحدة فقط، فلا يستنفذ الخاتم في شئ غير مفيد، لأن بعد طلب واحد سيكون خاتماً عادياً مثله مثل غيره.

واخبره الصقر بطريقه استخدامه، وهي أن يرتدي هذا الخاتم في إصبعه ثم يقوم بتدويره ويتمنى الأمنية، وبعدها ستتحقق على الفور.

عودة الفلاح إلى منزله

بعد مرور الوقت، عاد الفلاح إلى منزله وهو فرحان سعيد، يشعر بأنه أخيراً سيتمكن من التخلص من كل ما كان يُعاني منه من هموم، وسيتمكن من تحقيق كل ما يُريد.

ولكن خطر على باله فكرة، هي الذهاب لأحد محلات الصاغة حتى يتعرف على ثمن هذا الخاتم، وبالفعل ذهب إلى المحل وطلب من الصائغ أن يُقدر ثمن هذا الخاتم، فقال له الصائغ أنه لا يُساوي شيء، فضحك الفلاح، وقال له إنه يساوي ثمن المحل بالكامل، فهو خاتم العجائب.

الصائغ يسرق خاتم العجائب

استغرب الصائغ من كلام الفلاح، وبدأ بالبحث عن قصة هذا الخاتم، فقرأ العديد من الأساطير والحكايات، وتأكد من شكل الخاتم، وأنه فعلاً كما قال له الفلاح، “خاتم العجائب”.

بدأ شعور الطمع ينمو داخل نفس الصائغ وبدأ يفكر في طريقة يتمكن من خلالها من الحصول على هذا الخاتم في أسرع وقت ممكن.

ووردت فكرة مدهشة على ذهن الصائغ، فبدأ يوطد علاقته بالفلاح، ويقويها، حتى طلب منه أن يحضر إلى منزله لأنه أعد له غداء شهي من كل الأصناف التي يُفضل تناولها.

وبالفعل ذهب الفلاح إلى تاجر الذهب، وبعدما تناولا الطعام، دخل الفلاح ليرتاح قليلاً، فإذا بالصائغ يسرق الخاتم، ويضع مكانه خاتم آخر له نفس الشكل تماماً بحيث لا يتمكن الفلاح من معرفة تلك الجريمة.

وفي اليوم التالي عاد الفلاح إلى منزله وهى يحمل الخاتم المزيف دون أن يعلم بذلك.

بينما الصائغ فقام بارتداء الخاتم العجيب وتدويره، وتمنى أن يحصل على العديد من العملات الذهبية التي تُغنيه عن العمل، وبالفعل تساقطت عليه بشكل كبير، فعلى صوته بالضحك، وفرح بها كثيراً.

زوجة الفلاح تتمنى أمنية

بعدما وصل الفلاح إلى المنزل بدأ يحكي لزوجته عن قصة الخاتم العجيب، الذي سيُغير مجرى حياتهم، ويحقق لهم أمنيتهم، التي من خلالها سيتمكنوا من الحصول على المال والسعادة، ويتخلصون من الفقر والحاجة.

عندها شعرت الزوجة بالفرح الشديد، وطلبت من الفلاح أن تتمنى أمنية، وهي أن يكون لهما مزرعة كبيرة أكبر من تلك التي يمتلكونها، فقال لها الفلاح لا تفعلي ذلك، لأنه إذا اجتهدنا في الفترة المقبلة سنتمكن من تحقيق ذلك دون أن نستعين بالخاتم في أمر قد نقوم به بأنفسنا، فعلينا أن ندخره إلى شيء أكبر.

وبعد مرور ما يقرب من خمس سنوات تمكن الفلاح من الحصول على مزرعة أكبر، بسبب جهده وتعبه هو وزوجته، فاقترحت عليه الزوجة أن يستخدما الخاتم من أجل الحصول على بقرة، فقال لها الفلاح لماذا نستخدم الخاتم في ذلك، فإذا اجتهدنا هذا العام أيضاً سنتمكن من شراء البقرة دون الحاجة للحاتم، دعينا ندخره إلى شيء أكبر.

وبعد مرور عامين تمكن الفلاح من الحصول على بقرة وحصان، وأصبح من أغنى الفلاحين، يعيش هو وعائلته حياة كريمة، بعيداً عن الفقر والحاجة، بالاعتماد على أنفسهم، وعلى جهدهم.

وهكذا مرت السنوات والخاتم المزيف لا يزال مع الفلاح، ولم يستعين به ولم يدري أنه مزيف من الأساس، وعاش الفلاح وأسرته في حياة رغدة وبعد مرور سنوات كثيرة انتقلا إلى رحمة الله دون أن يستخدموا الخاتم أبداً.

بينما الصائغ أعلن إفلاسه بعد أعوام قليلة إن أنفق كل الذهب الذي منحه له الخاتم، وخسر تجارته، وعاش في فقر وذل.

القيم المستفادة من القصة

هناك العديد من القيم التي يمكننا أن نغرسها في نفوس أطفالنا من خلال هذه القصة، وهي :

أن يتعلموا أن العمل عبادة، وأن الله فضل العاملين، وأعد لهم أجر عظيم.

أن يتقنوا العمل ليتمكنوا من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، دون انتظار المعجزة التي ستغير مجرى حياتهم.

أن يتعلمون أهمية القناعة، وأنها كنز لا يُفنى، وأنه على الإنسان أن يرضى بما قسمه الله له حتى يمنحه عز وجل المزيد من الرزق والخير.

أن السرقة من الأمور المحرمة في الأديان، وأن السارق إن فرح بفعلته لسنة أو أكثر، فلن يدوم هذا الفرح، وسيُعاقب في الدنيا والآخرة.

أن بالعمل يستطيع الإنسان أن يوفر لنفسه ولعائلته حياة كريمة، دون أن يستعين بشيء سوى بالله عز وجل.