لقاء علني بين وزيري خارجية البحرين و”إسرائيل” في واشنطن

رفع النظام البحريني الستار عن تماهيه مع كيان الاحتلال الإسرائيلي متجاوزا مرحلة التطبيع إلى العلاقات العلنية حيث التقى وزير خارجيته خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس في واشنطن على هامش مؤتمر نظمته الخارجية الأمريكية في خطوة علنية هي الأولى من نوعها بين الجانبين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية.

لقاء آل خليفة وكاتس العلني جاء بعد أقل من شهر على استضافة العاصمة البحرينية المنامة ورشة اقتصادية ضمن مؤامرة “صفقة القرن” الأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق الفلسطينيين الذين أفشلوا الورشة برفضهم حضورها حيث رأوا فيها إعادة إنتاج لوعد بلفور المشؤوم وتكريسا للاحتلال الإسرائيلي لأرضهم وسلب حقوقهم مؤكدين أن مصير “صفقة القرن” برمتها هو الفشل.

وزير الخارجية الإسرائيلي نشر تغريدة على موقع تويتر قال فيها: “التقيت علنا وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.. لقاؤنا مثال على تطور العلاقات الثنائية.. سأواصل العمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدفع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج قدما” وأرفق التغريدة بصورة له وللوزير البحريني مبتسمين.

وزارة الخارجية الإسرائيلية بينت أنه تم التنسيق للقاء من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في إطار مؤتمر حول “الحرية الدينية” نظمه بواشنطن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مشيرة إلى أن الوزيرين تطرقا إلى ما سمته التهديدات الإقليمية في المنطقة وتعزيز التعاون واتفقا على الاستمرار في هذا المسار.

المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جيسون غرينبلات احتفى باللقاء عبر نشره على حسابه في تويتر صورة جمعت الوزيرين وغرد قائلا: تقدم رائع في واشنطن هذا الأسبوع لمصلحة “إسرائيل “والبحرين والمنطقة.. يسرائيل كاتس وخالد بن أحمد تبادلا الحديث الودي في الاجتماع الوزاري بمبنى وزارة الخارجية الأمريكية.

وزير خارجية النظام البحريني الذي ظهر مبتسما في الصورة إلى جانب كاتس قال خلال جلسة نقاش أمام مجلس الأطلسي في واشنطن أمس إن البحرين تأمل بأن يكون لديها تعاون مع “إسرائيل” في مجالات السياحة والتجارة قريبا وهذا ما نود الوصول إليه وهو هدفنا.

كلام الوزير البحريني يكمل ما أعلنه في مقابلة مع القناة الـ 13 الإسرائيلية على هامش ورشة البحرين التطبيعية الشهر الماضي بأن “إسرائيل” تشكل جزءاً من المنطقة وتراثها.. وما صرح به أيضا لموقع تايمز أوف إسرائيل بأن “إسرائيل وجدت لتبقى ولها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة” مؤكدا أن بلاده وأنظمة عربية أخرى تريد التطبيع معها.

المذيع في القناة الـ 13 الإسرائيلية باراك رافيد الذي أجرى المقابلة مع خالد بن أحمد الشهر الماضي قال إن أهمية لقاء الوزيرين تأتي من أنه كانت هناك سلسلة اجتماعات بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم في الخليج مؤخرا لكن لم يتم الإعلان عنها من قبل أي من الطرفين ولهذا السبب فإن الصورة المشتركة للوزيرين أكثر أهمية من الاجتماع نفسه.

مسيرة تطبيع العلاقات بين النظام البحريني والعدو الإسرائيلي تعود إلى أكثر من 23 عاما إلا أن ظهورها للعلن كان في عام 2006 عندما أغلقت المنامة مكتب مقاطعة بضائع الاحتلال الإسرائيلي وزار وفد بحريني يضم 24 شخصا بإيعاز من ملك النظام حمد بن عيسى نهاية عام 2017 وبشكل علني للمرة الأولى كيان الاحتلال بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي بينما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن البحرين أجرت حوارا سريا مع “إسرائيل” لإعلان إقامة علاقات علنية بين الجانبين تدشنها زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنامة.

لقاء الوزيرين البحريني والإسرائيلي العلني يطوي صفحة الحديث عن التطبيع بين الجانبين ويعطي العلاقات بينهما الصفة الرسمية وهو ما يفتح الباب على ما يعمل عليه عدد من الأنظمة الخليجية حاليا وخاصة النظام السعودي الذي يتخذ من النظام البحريني واجهة للانخراط في التطبيع مع “إسرائيل” وفي تمرير مؤامرة “صفقة القرن” على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وهو ما أكدته العديد من المصادر الدبلوماسية على هامش ورشة البحرين التطبيعية من أن السعودية والإمارات و”إسرائيل” اتفقت على أن خطوة البحرين ستكون مقدمة لعلاقات رسمية بين “إسرائيل” ودول مجلس التعاون الخليجي وأن اللاعب الرئيس لإقامة هذه العلاقات هو السعودية التي لا تريد حالياً أن تكون في الواجهة ولهذا تستخدم البحرين وسيلة في ذلك.