قصة الملك و السجناء :

كان هناك ملك أسمه محجوب وكان يعيش في دولة كبيرة و غنية ، في أحد الأيام كان الملك عائدا إلى بلاده بعد رحلة عمل و نظر من نافذة عربته فوجد أشخاص يعملون في أحد الحقول و يبدو عليهم الفقر و الوهن الشديد ، فسأل سائق عربته من هم هؤلاء ؟ فأجابه السائق ” انهم رعاياك يا مولاي ” ، فقال الملك ” أمر مؤلم أن يعيش أشخاص في ظروف صعبة كهذه ” ثم عاد من جديد ليرتاح داخل عربته بعد أن أغلف ستائر النافذة و هو يردد في إرتياح ” هكذا أفضل ” ..

نام الملك أثناء الرحلة و كان الطريق وعرا فإنفتح باب العربة و سقط الملك منها و تقطعت ملابسه تماما و ضاع تاجه و أغمي عليه ليجد شخصا ما يأمره أن يعود إلى عمله ، فقال له الملك ” انا لست واحدا منهم ، انا الملك محجوب ” لم يدرك الملك حينها أنه وقع في أحد المحاجر التي يعمل بها السجناء و انه أصبح من ضمن هؤلاء السجناء ، ضحك الجميع حين سمعوه يقول أنه الملك و سخروا منه ، أما السجان فقد إستاء حين أخبره من جديد أنه الملك و لن يأخذ أوامره منه و رفض أن يقوم بالعمل الذي أوكله إليه السجان ، فما كان من السجان إلا أن صرخ في وجهه و ضربه بشدة حتى يقوم بالعمل المطلوب ..

وصلت عربة الملك إلى القصر بدونه و إعتقد السائق انه خرج من السيارة يتنزه و أنه يستمتع بوقته و سيعود بسرعة ، لكنه لم يعلم أن الملك في هذا الوقت كان من ضمن السجناء و كان جسده يؤلمه بشدة بسبب العمل الشاق الذي قام به ..

في السجن كان الملك يتألم بشدة فعرض عليه أحد السجناء كوب من الماء لكنه لم يستطع حتى أن يمسك بكوب الماء ، تحدث إليه السجناء و أخبروه أنه كان من الجراة أن يمزح مع السجان و يقول انه الملك ، فاخبرهم انه لم يكن يمزح و انه الملك بالفعل ، طالبوه أن يتوقف عن المزاح ، و توجه أحدهم إليه و قال له انه لا يصدقه و انه من حسن حظه انه ليس الملك ، لأنه لو كان الملك لكان أبرحه ضربا ، فرد سجين أخر و أنا أيضا سأمزقك ، حينها شهر الملك محجوب بالخوف و قال لهم انا امزح انا لست الملك و أسمي هو سمير ، وضحك الجميع و صدقوا بأنه كان يمزح و بأنه ليس الملك..

كانت الحياة في السجن صعبة و الاعمال كثيرة و كان الملك محجوب يشعر بالحزن و التعب الشديد ، تعرف على العديد من السجناء و عرف قصصهم و كان يخبر السجناء بأن كل شئ يجب أن يتغير ، و لكن أحد السجناء أخبره أن الملك لا يهتم لأمرهم ، فأجابه محجوب أن الملك لم يكن يعلم ما يحدث من حوله ، فرد عليه السجين ان الملك هو المسئول و كان يجب أن يعلم ما يحدث لرعاياه ..

شعر العاملون بالقصر بالقلق على الملك الذي لم يعد إلي القصر فذهبوا يبحثون عنه و اثناء طريقهم وجدوا ملابس و تاج الملك و حين نظروا للأسفل عرفوا انهم فوق أحد المحاجر التي يعمل بها السجناء ، كان الملك محجوب يتألم بشدة و يرفض ان يأكل لان الطعام كان سيئا للغاية و كذالك به الكثير من الحشرات ، و طلب من باقي السجناء الا يتناولوا الطعام لانه سئ للغاية ، حينها دخل الحارس الغاضب بأمر محجوب أن يأكل الطعام ، فسأله هل تذوقت الطعام من قبل ، فأجابه الحارس أنه لم يفعل و لا يعرف مذاق هذا الطعام ، فسكب محجوب الطعام في وجه الحارس الذي توعد بأن يعاقب محجوب على فعلته و ان يجعله يدفع ثمن ما قام به ، فبدأ يضربه و لكن إجتمع السجناء و قاوموا بربط الحارس و إلقاؤه في أحد الزنازين ..

وصل العاملون بالقصر إلى السجن و وجدوا الملك مع السجناء فتخيل العاملون أن السجناء قد اساؤا للملك ، و حاولوا ان يقبضوا عليهم و لكن الملك منع العاملون في القصر و أفرج عن السجناء جميعا و إعتذر منهم لانه لم يكن يعلم ما يحدث في مملكته ..

كان درسا قاسيا للملك و لكنه تعلم منه كيف يكون إنسانا قبل ان يكون ملكا و عرف ايضا ما يحدث في مملكته و ما يجب عليه القيام به لتحسين أمور رعاياه ..