رئيس أوسيتيا الجنوبية: سورية تقف في طليعة جبهة مكافحة الإرهاب في العالم

أكد رئيس أوسيتيا الجنوبية اناتولي بيبيلوف ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية التي تقف في طليعة جبهة مكافحة الإرهاب في العالم مشددا على أنها دولة مهمة في الشرق الأوسط وشريك استراتيجي نعتزم تطوير علاقاتنا المتبادلة بمختلف المجالات.

ولفت بيبيلوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو إلى أن سورية تضطلع بدور أساسي في التصدي للإرهاب الدولي الذي يشكل خطرا على مصير منطقة القوقاز والعالم أجمع منوها بانتصارات الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية.

وحول تقييمه للأوضاع في سورية قال الرئيس بيبيلوف إن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع روسيا تبعث الفخر في النفوس وتعزز التصميم على انتصارات لاحقة في معارك تحرير الأرض من الإرهاب مشيرا إلى أن بلاده تأمل في عودة الأمن والاستقرار إلى سورية.

وأضاف الرئيس الأوسيتي إننا ندرك القدرات الكبيرة التي يتمتع بها الجيش العربي السوري والشعب السوري وقد أظهرت زيارتي لدمشق أنه حين يتم توحيد القدرات تزداد قوة الدول وتتضاعف خاصة أن لدينا روسيا صديقة مشتركة تقف إلى جانبنا منوها بالخطوات العملية للاتحاد الروسي في محاربة الإرهاب في سورية ووقوفه إلى جانب الشعب السوري موضحا أن موسكو تعمل من أجل إرساء السلام في أرجاء العالم.

وردا على سؤال حول الدور العدواني لتركيا بشأن الأزمة في سورية قال الرئيس الأوسيتي إن لتركيا مخططاتها إزاء مناطق معينة من سورية وإن روسيا تدعو دائما إلى احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها وهي ستلعب دورا رائدا في تحجيم الأخطار التركية على سورية.

وحول المجالات التي يمكن تطوير التعاون فيها بين سورية وأوسيتيا الجنوبية قال الرئيس بيبيلوف نعتزم إقامة وتطوير العلاقات مع سورية وتعزيزها في مختلف المجالات ونعيرها اهتماما خاصا ولا سيما في المجال الاقتصادي لافتا إلى أنه سيصل هذا الأسبوع وفد من أوسيتيا الجنوبية إلى دمشق حاملا معه اقتراحات جديدة لإرساء أسس العلاقات الاقتصادية وستظهر نتيجة هذا العمل في المستقبل القريب.

وتابع الرئيس الأوسيتي يجري اليوم عمل تجاري واسع على مستوى رجال الأعمال وهناك نتائج عملية لهذا النشاط ونحن نستورد بعض المنتجات السورية واعتقد أن مستوى علاقاتنا سيزداد يوما بعد يوم ليشمل القطاع المصرفي وغيره ونحن نرى سورية دولة مهمة في الشرق الأوسط وشريكا استراتيجيا لنا.

وردا على سؤال حول التدخلات الأمريكية في المنطقة ودعمها للإرهاب بين الرئيس الأوسيتي أن واشنطن تسعى إلى الهيمنة على شعوب العالم من خلال تدخلاتها في شؤونها الداخلية وفرض السيطرة عليها دون الاهتمام بالمآسي التي تحل بهذه الشعوب جراء تلك التدخلات السافرة مؤكدا أن الولايات المتحدة تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية لزعزعة الاستقرار في المنطقة وأن الأمم المتحدة التي تعتبر هي الحكم في العلاقات الدولية تقف عاجزة أمام الأعمال العدوانية لواشنطن.

وتابع الرئيس بيبيلوف إن الأمريكيين لم يقدموا للشعب الأفغاني على سبيل المثال طوال فترة بقائهم المستمرة في البلاد إلى الآن سوى الدمار والقتل.

وردا على سؤال بشان مزاعم واتهام سورية باستخدام المواد الكيميائية قال الرئيس الأوسيتي إن هذه إحدى الذرائع التي استخدمت ضد سورية وتم استخدامها قبل ذلك ضد العراق وليبيا مؤكدا أن الاتهامات التي تطلق جزافا لن يكون لها أي اثر قانوني خاصة مع تسييس التحقيقات من قبل المنظمات الدولية المختصة.

وأضاف الرئيس بيبيلوف اليوم يجري استخدام ذريعة جديدة ضد إيران أمام أنظار العالم حيث تقوم الولايات المتحدة باتهام إيران في الاعتداء على ناقلتي النفط قبل إجراء أي تحقيق في حين يمكن أن تكون الولايات المتحدة مسؤولة عن هذا الاعتداء.

وأوضح بيبيلوف أن الولايات المتحدة تستخدم الفبركات وتستبدل الأساليب والاتهامات في المنطقة وأن أغلب المجتمع الدولي فهم الحقيقة بشأن الفبركات حول ما تسمى “الخوذ البيضاء” التي تلفق الاتهامات ضد سورية خدمة للمصالح الأمريكية مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الكل يعلم أن ملف المواد الكيميائية في سورية قد تم الانتهاء منه كليا بعد تنفيذ سورية لكل التزاماتها.

وردا على سؤال حول إقامة جورجيا مختبر “لوغارا” البيولوجي بالقرب من حدود أوسيتيا الجنوبية بمساعدة الولايات المتحدة أوضح الرئيس الأوسيتي أن لا أحد يمكنه معرفة الغرض الحقيقي من هذا المختبر ولكن الحقيقة القاطعة تكمن في أنه لا يحمل أي فائدة لاحد ونحن يقظون لما يجري حولنا إذ أنه انتشر في الشتاء الماضي وباء في جورجيا وكاد أن يصل أوسيتيا الجنوبية لذلك قمنا باغلاق الحدود كليا وفرضنا الرقابة الصحية على تلك الحدود لمنع الوباء من الوصول إلينا لذلك لا نثق بأن المختبر لا يشكل خطرا على الصحة العامة ولا يسبب أي أمراض متسائلا.. لماذا لا يتم فتح المختبر أمام الخبراء والاختصاصيين خاصة الروس لزيارته والاطلاع على نشاطه.

ودعا الرئيس بيبيلوف المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختصة إلى فرض رقابة على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في جورجيا.

ووجه الرئيس الأوسيتي تحياته إلى سورية قيادة وشعبا معربا عن أمنياته الطيبة بتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار والانتصارات والنجاح في إعادة إعمار سورية.