الشاعر منصور: أفضل الشعر الذي يمتلك إيقاعاً موسيقياً واضحاً

المرأة في شعر إبراهيم فهد منصور حاضرة دوماً فهي الأرض والأم والوطن والحبيبة فهو يحمل قضية المرأة لا بصفته عاشقاً ولكن بصفته شريكاً لها في هذه الأرض ويمنحها صفة القداسة عندما يتكلم عنها شعراً.

وحول توجهه للمرأة يرى منصور في حوار مع سانا أن المرأة هي الأقدر على تحريرنا من الأوهام والخرافات “فنحن نطالب بتحرير المرأة لنحرر أنفسنا”.

ويشير منصور إلى أن اقتراب عدد من شعراء العصر الحديث لقضية المرأة أو تبنيهم لها كمحمود درويش ونزار قباني لا يعني أن يصبح الشاعر في عصرنا نسخة عنهم والمفروض أن يستوعب أساليب الشعراء الكبار ويبتكر أسلوبه الخاص ففي داخل كل شاعر مجموعة من الشعراء كما يقول أوكتافيو باث.

ويرفض الشاعر الفائز بجائزة نزار قباني عام 2017 أن يكون هناك مفردات شعرية وأخرى غير شعرية فالشاعر هو الذي يحسن توظيف مفرداته بصورة تعمل ضمن السياق المدهش الذي يرفع سوية القصيدة وليست المفردة مهما كانت.

منصور الذي تعرف عليه القارئ السوري لأول مرة عبر مجموعته الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب 2015 بعنوان (إله من طين) يتحدث عن تلك التجربة قائلاً: “كانت محاولتي الأولى مع النشر وجاءت قصائدها فوضوية مبعثرة قلقة تعكس مجموعة من الأسئلة الفلسفية كانت تشغل فكري في تلك المرحلة والآن تجاوزتها”.

ويضيف منصور: “الأسئلة في الشعر أهم من الأجوبة بكثير فالقصيدة التي تجيب وتقدم حلولاً تكون فقيرة دلالياً”.

ويعتبر منصور أنه في خمسينيات القرن الماضي كان شعر الرواد مسكوناً بهاجس تجاوز التراث الشعري القديم وتقديم رؤية حداثوية جديدة تلتقي مع التجارب الشعرية العالمية بما يتوافق مع تطور البنية السياسية والاجتماعية والثقافية لمجتمعاتنا العربية وكان يرافق ذلك حركة نقدية نشطة إضافة إلى وجود شريحة كبيرة من القراء أو الجمهور المثقف.

وحول مقارنة تلك المرحلة بالمشهد الشعري اليوم يراه منصور “يفتقر إلى الرؤية بقدر ما يفتقر إلى الحركة النقدية” ومع ذلك يبقى للشعر رونقه وجاذبيته وهذا ما يتبدى من خلال الإقبال الكبير على كتابة الشعر وقراءته في مواقع التواصل الاجتماعي.

وحول تنوع نتاجاته الشعرية يبين منصور أنه يكتب القصيدة بمختلف أشكالها (العمودية التفعيلة النثر) كجزء من عملية التجريب المستمرة معرباً عن اعتقاده بأن المضمون هو الذي يختار الشكل الأنسب له لكنه مع ذلك يحب الشعر الذي يمتلك إيقاعاً موسيقياً واضحاً ومسخراً لخدمة الفكرة لا العكس.

أما قصيدة النثر برأيه فتحتاج إلى تكثيف هائل وتراكيب مدهشة وصور جديدة لتنجو من فخاخ السردية والخطابة ولكي تتميز عن الكلام العادي “وهذا ما يغفل عنه أغلب من يكتبون قصيدة النثر”.

سانا