لنتوقَّف عن تدمير عالمنا

كان للعرب سجل من التاريخ الحافل بالإنجازات العلمية والثقافية، وشهد لهم التاريخ، فكنّا أسياداً، حكمنا دولاً مئات السنين، ولكن بكلمتين هُدم هذا الصرح العظيم، بكلمتين أشغلونا في أنفسنا، بكلمتين دسّوا سُم التفرقة والكراهية بين الأخوة. الكلمتان هما «فرّق تسُدْ»، فرّقونا عن تعاليمنا وخلقوا لنا مصائب لا تنتهي، ولكن من المحزن والمؤسف، نحن من نقول لهم: هل من مزيد؟!

ونسير خلفهم ونستمع إليهم ولنصائحهم وخططهم ومكائدهم. بالأمس البعيد، قامت الحرب بين العراق وإيران لتدمر جيشين من أقوى الجيوش العربية والإسلامية، وبعدها ورّطوا صدام في غزو الكويت، كما تميل إلى ذلك بعض التحليلات السياسية والإستراتيجية، وذلك لكسره وكسر جيشه، وكان الجيش العراقي يعتبر رابع أقوى جيش في العالم، فاقحموه وغذّوه ليتم القضاء عليه، وهذا ما تم فعلا. من بعدها حرب ليبيا إلى سوريا واليمن، وقسّموا السودان، وهناك قاسم واحد مشترك بينهم، عرب يقاتلون عربا بأسلحة غربية، فتضخّمت أرصدة مصانعهم على حساب مستقبل العرب، ونتج عن ذلك قتل الملايين وتشريدها. لنجلس ونتأمل حالنا الواقعي، ماذا صنعنا لأنفسنا؟ ماذا طورنا لأجيالنا؟ بماذا أمنا مستقبل أجيالنا؟ لقد صُنعت الكراهية بين الشعوب، وتم صرف المليارات لشراء الأسلحة بدلا من استخدام إيراداتنا بالعلم والثقافة والتطوير. قبل فوات الأوان، لنكن يدا واحدة، دول عربية وإسلامية واحدة، بعيدا عن الاختلافات المذهبية، فقرآننا واحد، ورسولنا هو محمد (صلى الله عليه وسلم). اللهم آمنا في أوطاننا.

فخري هاشم السيد رجب

القبس الكويتية