غضب الأمريكيين من أسانج .. جريمة بحق العرب عمرها 11 عاما

وضع جوليان أسانج مؤسس موقع “ويكيليكس” العديد من الدول في مواقف محرجة، وخاصة الولايات المتحدة التي كان لها النصيب الأكبر من فضائح التسريبات.

وبإلقاء نظرة سريعة على لائحة الاتهامات الأمريكية، يتبين سر التصميم الأمريكي والغربي العنيد على ملاحقة أسانج لسنوات حتى لحظة اعتقاله في مشهد استعراضي أمس، فيما يتناقض ودعوى حرية الصحافة التي لا تكل ولا تمل واشنطن وربيباتها عن ترديدها صباح مساء.

اللافت أن لائحة الاتهامات الأمريكية المؤرخة في مارس 2018، كشف عنها أمس فقط بعيد ساعات من اعتقال أسانج، الذي أصبح بين أكثر المطلوبين أهمية للسلطات الأمريكية، فماذا فعل الرجل لواشنطن؟

بدأت القصة عام 2010، حين تعاون أسانج، مع برادلي مانينغ وكان يعمل في السابق محللا في الاستخبارات الأمريكية ضمن وحدة للجيش الأمريكي في العراق، بهدف اختراق جهاز كمبيوتر عسكري والوصول لآلاف الوثائق الأمريكية السرية شديدة الحساسية.

التسريبات الأولى التي نشرها موقع “ويكيليكس” الذائع الصيت، تضمنت بالخصوص مقاطع فيديو للضربات الجوية الأمريكية للعاصمة العراقية، بغداد، والهجوم الأمريكي على أفغانستان، وتقارير عسكرية عن الحرب الأمريكية في الدولتين، وتقارير سرية للبعثات الدبلوماسية الأمريكية.

وتقول السلطات الأمريكية وفق لائحة الاتهامات الرسمية إن أسانج حصل على حوالي 90 ألف تقرير حول عمليات القوات الأمريكية في أفغانستان، وما يقرب من 400 ألف تقرير عن عمل القوات الأمريكية في العراق، ووثائق خاصة عن 800 معتقل في سجن غوانتانامو، إضافة إلى 250 ألف برقية لوزارة الخارجية الأمريكية.

لكن أخطر ما كشف عنه موقع “ويكيليكس” من أسرار عسكرية أمريكية، مقطع فيديو صادم يوثق هجوما “وحشيا” شنته طائرة أباتشي أمريكية عام 2007 على مجموعة من المدنيين العراقيين في أحد أحياء العاصمة العراقية بغداد.

هذا الهجوم الدموي أودى بحياة 12 شخصا من بينهم صحفيان يعملان لصالح وكالة رويترز، وتسبب انتشاره في ضجة كبيرة، إذ فضح لأول مرة الجانب الخفي للعمليات العسكرية الأمريكية في العراق بالصوت والصورة.

في ذات العام 2010 اعتقلت الولايات المتحدة الجندي برادلي مانينغ الذي سرب مشاهد هجوم مروحية الأباتشي الدموي إضافة إلى وثائق سرية أخرى، وقضت محكمة أمريكية بسجنه 35 عاما بعد إدانته وفق قانون التجسس.

الاستخبارات الأمريكية وصفت حينها موقع ويكيليكس بأنه يمثل تهديدا للجيش الأمريكي، وقال متحدث باسم البيت الأبيض “إن نشر ويكيليكس لوثائق حساسة وغير مصرح بها أو مسموح بكشفها متعلقة بالجيش ووزارة الدفاع يتيح لأجهزة الاستخبارات الأجنبية الحصول على معلومات قد تستخدمها لإلحاق أضرار بمصالح الجيش ووزارة الدفاع”.

في السياق ذاته، شددت وثيقة لسلاح الجو الأمريكي على أن العسكريين الذين يقيمون اتصالات مع ويكيليكس أو مؤيدي الموقع يعرضون أنفسهم لخطر الاتهام بـ”التخابر مع العدو”.