حياةٌ في الآخر : بقلم نور جومر

إنّي لا ألمحُ أثرَ “الأنا” في مملكتي..

إلاّنا مجتمعتين..

نحنُ الهاربتين إليك..

من غسقِ اللّقاء ..

و غصيصُ الحنين يدنو من الشرّفات..

يهديني الماضي ممّا مضى..

يكتبني على الآهات..

يصوّر وحدتي..

لستُ بسعيدةٍ و لا تعيسة ..

لكنّ الحزن هائمٌ في الأرجاء ..

لا أنكرُ معضلةَ الكلام النائمة في محبرتي..

لكنّ نرجستي أكبرُ منيِّ ..

ليتني يا حبيباً أخذتهُ المسافات..

لي ذراعين، بحجم الأنام..

لعلّني أسكنك فيهما..

فيغدو حلمي ظافراً بالانتصارات..

لكنّ الجسور جعلتكَ كالخيبات..

تودّعني..

تؤرّقني..

تسلبُ طيفي..

و لا تتركني..

ما شأني سوى كالأشواق المحفورة في الأفاق..

لي ومضةٌ منها ولك آلافَ النجمات..

لي عشُّ طيرٍ و لكَ قصرٌ عامرٌ بالأغنيات..

أمانٍ و أحلام و احتفاءات..

ليتكَ يا عشقاً سرقتكَ منيِّ النّسمات..

تتساقطُ بين ذراعيَّ مطراً ..

زخماً كما الكلمات..

أقدارٌ مثل الحبّ في السجلات..

فقد دوّنتُ ما خرج عن نفسي..

في لحظاتٍ من السجيّات..

واحدةٌ لسقوطكَ الحرّ فيّ..

و الأخرى لا زالت تتوسّلُ للطرّقات..

يا أيّتها الممرّات التي كنستني..

كخريفٍ نشهدُ منهُ اصفرار الأوراق..

منذُ متى و أنتِ تحاولين تشويه هذا اللّقاء؟

ما كان لي حبيبٌ يعاتبُ الغياب..

صار لي عاشقٌ ينتظرُ سطوعي في الأفاق..

“لماذا غبتِ ؟ لماذا تأخرتِ؟

اليوم عدتُ من حيثُ أتيت..

أجلسُ في المقهى المقابل لضّفتي..

أفتحُ الجريدة..

أرى دمشقُ في الصفحة الأولى..

و الصّفحة الأخيرة لقافيةٍ كُتِبت عن صفعتي..!

و قلبٌ ينوحُ في أرجاء سكينتي ..

و روحٌ تتلّوى من ضباب طيفي..

لكني لازلتُ أرسمُ على الدّخان الكثيف عند النّافذة..

عينيهِ المرافقتين للوعتي..!

ما زلتُ وحيدة ً..

لكنّهُ معي..

فما زال الحبّ من طرفين..

أنا و نفسي الأخرى..

هو أنا ..

و أنا هو ..

لا مسافاتِ بيننا على السّطر..

لكنّ الأرض أرادت شطرنا..!

 

فلا حبّذا ذاك الوداع..

فالغيابُ فكرةٌ لا تراودني..

ألا حبٌّ يُمشيني بهيام..

يتركني في الأغساق مسافرةً ..

كما الغيم على صدرِ السّماء..

لا صدعٌ يرافقهما..

و لا يغدو بينهما فراق..!