سوريا العصية على الانكسار


دمشق يا أرض الزهر يا من اجتمعت فيكِ كل الثقافات والحضارات ، دمشق المزدهرة قسراً يا من اردتم حرقها فكانت العصية على الانكسار . كلما حطت قدمي على أول شبرٍ ولو بعد غياب ايام أشعر وكأنني اليتيم الذي وجد حضنه المرتجى.

مهما تبعثر في الكون ورق وريح وحرب ودمار إلا أنني أقف جاثياً لدموع شموعك، يعز عليّ ما يعيشه أشقائي في سوريا فحرمان السوريون من مصادر التدفئة والإنارة وكل مغذيات شريان الدفء فيها آخر ما لجأت إليه حكومات القتل في دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في حصارها كورقة أخيرة ضاغطة لعلها تشعل فتيلاً داخلياً يهزهز ثقة الشعب بقائده لكنهم خاسرون فمازالت دمشق تمسح جبين المتعبين ومازال مفكريها وشبابها ثابتون مصممون على الوقوف واثبات الذات ففي الامس القريب امتلأت صفحات الجرائد والمواقع التي تتحدث عن حقيقة لها دلالاتها العميقة في هذه الظروف العتية…….

فانظروا ماذا فعل السوري في وجه الحصار ومن وسط الحصار تاتيك الدهشة وتصلك الرسالة المضرجة بدماء كل العابرين – رغبة الحياة الأزلية تختزن كل المعارك هذا الشعب الذي لا يرفض أن تموت بلاده بل يريد لها أن تبقى سيدة الجمال .
لقد اذهلني وافرحني خبر مفاده أن سوريا تواجه أزمة الكهرباء بمشاريع الطاقة المتجددة في وقت تواجه فيه البلاد انقطاعات في الطاقة الكهربائية- وسط تهافت طلبات الترخيص التي فاقت ٥٨ طلبا وقد نفذَ منها ٢٨ مزرعة كهروضوئية- هذه هي سوريا.
شعبٌ يُغرِقُ الأزمة ولا يغرق، شعب استطاع أن يعلمنا بأن العمل والصمود هو الايمان.
فخري هاشم السيد رجب